"ادعي لي بعلك وابنيك: الحسن والحسين"، فدعتهم، فجلسوا جميعاً يأكلون من تلك البرمة، قالت: وأنا أصلي في تلك الحجرة؛ فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، فأخذ فضل الكساء فغشاهم، ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء، ثم قال: "اللهم! هؤلاء أهل بيتي وحامتي؛ فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً"، قالت أم سلمة: فأدخلت رأسي البيت، فقلت: يا رسول الله! وأنا معكم؟ قال: "أنت على خير" -مرتين- (١). [حسن]

(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٦/ ٢٩٢، ٢٩٦، ٢٩٨، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٢٣)، وإسحاق بن راهويه في "المسند" (رقم ١٨٧٤)، والترمذي (٥/ ٦٩٩ رقم ٣٨٧١)، وابن أبي شيبة (١٢/ ٧٣ رقم ١٢١٥٣)، والطبري في "جامع البيان" (٢٢/ ٦، ٧)، وأبو يعلى في "المسند" (١٢/ ٣١٣ رقم ٦٨٨٨، ص ٣٤٤ رقم ٦٩١٢)، وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٩١٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٥٢ - ٥٥ رقم ٢٦٦٢، ٢٦٦٤، ٢٦٦٦، ٢٦٦٨، ٢٣/ رقم ٦١٢، ٦٢٧، ٧٥، ٧٥٩، ٧٦٩، ٧٧٠، ٧٧١، ٧٧٣، ٧٧٩، ٧٨٠، ٧٨٣، ٩٣٩)، والدولابي في "الكنى" (٢/ ١٢٢)، والحاكم (٢/ ٤١٦)، والبيهقي (٢/ ١٥٠)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٣٩)، والبغوي في "معالم التنزيل" (٦/ ٣٥١) من طرق عن أم سلمة به.
قلنا: وإن كان لا يخلو فيها مقال إلا أن الحديث يكون إن شاء الله حسن بمجموعها، وله شاهد بسند صحيح من حديث عمر بن أبي سلمة ربيب النبي - ﷺ - قال: لما نزلت هذه الآية على النبي - ﷺ -: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ في بيت أم سلمة؛ فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء، وعلي خلف ظهره فجلّلهم بكساء، ثم قال: "اللهم! هؤلاء أهل بيتي؛ فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً".
قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟! قال: "أنتِ على مكانك وأنت على خير".
أخرجه الترمذي (٥/ ٣٥١ رقم ٣٢٠٥)، والطبري (٢٢/ ٧).
وشاهد آخر من حديث عائشة -رضي الله عنها- عند مسلم بنحوه (رقم ٢٤٢٤). =


الصفحة التالية
Icon