....................

= وقال في الموضع الثاني: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي في كليهما.
وقال الترمذي: "هذا مرسل"؛ يعني: أن مجاهداً لم يسمع من أم سلمة.
لكن قال الحافظ: "ومجاهد قد ثبت سماعه من علي -رضي الله عنه- وهو أقدم موتاً من أم سلمة بعشرين سنة".
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢٢/ ٨): ثنا أبو كريب؛ قال: ثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو بن سلمة عن أبي سلمة: أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب حدثه عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله! أيذكر الرجال في كل شيء ولا نُذْكر؛ فأنزل الله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾.
قلنا: وهذا سند حسن، وخالف أبا كريب يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ فرواه عن أبي معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة به، فأسقط يحيى منه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٣/ رقم ٥٥٤).
قلنا: يحيى الحماني؛ حافظ؛ لكنه متهم بسرقة الحديث؛ فلا يعتد بمخالفته.
وأخرجه النسائي في "تفسيره" (٢/ ١٦٩ رقم ٤٢٤) بسند صحيح إلى شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة؛ أنها قالت للنبي - ﷺ -: يا نبي الله! ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن، والنساء لا يذكرون؟! فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾.
قلنا: لكن هذا ضعيف -أيضاً-؛ لأن شريكاً القاضي ضعيف، سيئ الحفظ.
ولا يقال: إن مجموع حديثي الحماني وشريك يقويان بعضهما بعضاً فيقدمان على رواية أبي معاوية الأولى -والتي أخرجها الطبري-، لا؛ لأن الضعف في الطريق الأولى شديد؛ لأجل الحماني، وللمخالفة التي فيه. =


الصفحة التالية
Icon