عم! إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها؛ تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية"، قال: ففزعوا لكلمته ولقوله، قال: فقال القوم: كلمة واحدة! نعم وأبيك وعشراً، قالوا: وما هي؟ قال أبو طالب: وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ قال: "لا إله إلا الله"، قال: فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)﴾، قال: وقرأ من هذا الموضع إلى قوله: ﴿لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾.
وفي رواية: قال: مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي - ﷺ -، وعند أبي طالب مجلس رجل؛ فقام أبو جهل كي يمنعه، وشكوه إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي! ما تريد من قومك؟ قال: "إني أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب، وتؤدي لهم العجم الجزية"، قال: كلمة واحدة؟ قال: كلمة واحدة، قال: "يا عم! يقولوا: لا إله إلا الله"، فقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)﴾، قال: فنزل فيهم القرآن: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (٨)﴾ (١). [ضعيف]

(١) أخرجه الترمذي في "الجامع" (٥/ ٣٦٥، ٣٦٦ رقم ٣٢٣٢)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٥/ ٢٣٥ رقم ٨٧٦٩، ٦/ ٤٤٢ رقم ١١٤٣٦، ١١٤٣٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٣٥٩، ١٤/ ٢٩٩ رقم ١٨٤١٣)، وأحمد في "المسند" (١/ ٢٢٧، ٢٢٨، ٣٦٢)، وإسحاق بن راهويه؛ كما في "تخريج الكشاف" (٣/ ١٨٦)، والطبري في "جامع البيان" (٢٣/ ٧٩)، و"تاريخ الأمم والملوك" (١/ ٥٥٤، ٥٥٥)، وأبو يعلى في "المسند" (٤/ ٤٥٥، ٤٥٦ رقم ٢٥٨٣)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦ رقم ٢٠٢٩، ٢٠٣٠)، وابن حبان في "صحيحه" (رقم ١٧٥٧ - موارد)، =


الصفحة التالية
Icon