* عن مجمع بن جارية؛ قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - ﷺ -، فلما انصرفنا عنها؛ إذا الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله - ﷺ -؛ فخرجنا مع الناس نوجف، فوجدنا النبي - ﷺ - واقفاً على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع عليه الناس؛ قرأ عليهم: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)﴾؛ فقال رجل: يا رسول الله! أفتح هو؟ قال: "نعم، والذي نفس محمد بيده إنه لفتح"؛ فقسمت خيبر على أهل الحديبية، فقسمها رسول الله - ﷺ - على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألفاً وخمسمائة، فيهم ثلثمائة فارس؛ فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهماً (١). [حسن]

= فنزلت: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾.
قلنا: وهذا سند صحيح إلى عكرمة، وهو يؤكد أنه من مرسل عكرمة؛ كما بيّناه سابقاً، ولله الحمد والمنة على الفهم للإسلام والسنة.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥١٥) وزاد نسبته لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه.
(١) أخرجه أبو داود (٣/ ٧٦ رقم ٢٧٣٦، ص ١٦٠ رقم ٣٠١٥)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٢/ ٤٠٠، ٤٠١ رقم ١٥٠٣١، ١٤/ ٤٣٧، ٤٣٨ رقم ١٨٦٩٢)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ١٠٥)، والطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٤٤، ٤٥)، وأحمد في "المسند" (٣/ ٤٢٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٧٩، ٣٨٠ رقم ١٠٨٢) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٣٦٤) -، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٥٦، ١٥٧) من طريق مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية به.
قلنا: ولم يذكر الطبراني ولا الحاكم عن عمه عبد الرحمن.
والحديث حسن الإسناد؛ مداره على يعقوب بن مجمع الأنصاري؛ وثقه الذهبي وابن حبان، وروى عنه أكثر من واحد -والله أعلم-.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، وتعقبه =


الصفحة التالية
Icon