* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)﴾؛ جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي - ﷺ -، فسأل النبي سعد بن معاذ، فقال: "يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ آشتكى؟ "، قال سعد: إنه لجاري وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله - ﷺ -، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله - ﷺ -؛ فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد

= قلنا: وتقدم ذكره في أول السورة.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (٥/ ٣٨٧ رقم ٣٢٦٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (رقم ٤١ - قطعة من المجلد ١٣)، والطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٧٦) من طريقين عن مؤمل بن إسماعيل ثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير؛ قال: إن الأقرع بن حابس قدم على النبي - ﷺ -، فقال أبو بكر: يا رسول الله! استعمله على قومه، فقال عمر: لا تستعمله يا رسول الله! فتكلما عند النبي - ﷺ - حتى ارتفعت أصواتهما، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، قال: فنزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)﴾، فكان عمر بن الخطاب بعد ذلك إذا تكلم عند النبي - ﷺ - لم يسمع كلامه حتى يستفهمه، قال: وما ذكر ابن الزبير جده؛ يعني: أبا بكر.
قلنا: ومؤمل؛ ضعيف سيئ الحفظ، وخالفه ثقتان، روياه عن نافع به مرسلاً، ورواه هو موصولاً؛ ولذلك قال الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن غريب، وقد روى بعضهم عن ابن أبي مليكة مرسل، ولم يذكر فيه عن عبد الله بن الزبير".
قلنا: هذا مع مخالفته في المتن لمن دقق بين اللفظين؛ ولذلك لما ذكر الحافظ رواية مؤمل هذه عند الترمذي قال: "وهذا يخالف رواية ابن جريج وروايته أثبت من مؤمل بن إسماعيل".


الصفحة التالية
Icon