أكرم العرب؛ فقال رسول الله - ﷺ -: "كذبتم؛ بل مدحة الله الزين، وشتمه الشين، وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم"، فقالوا: إنا أتيناك لنفاخرك (فذكره بطوله)، وقال في آخره: فقام التميميون فقالوا: والله؛ إن هذا الرجل لمصنوع له، لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا، وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا، قال: ففيهم أنزل الله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾ من بني تميم ﴿أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾، قال: هذا كان في القراءة الأولى، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)﴾ (١). [موضوع]
* عن جابر بن عبد الله؛ قال: جاء بنو تميم إلى النبي - ﷺ -، فنادوا على الباب: يا محمد! اخرج إلينا؛ فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين، فسمعهم النبي - ﷺ -؛ فخرج عليهم وهو يقول: "إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين"، فقالوا: نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله - ﷺ -: "ما بالشعر بعثت، ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتوا"، فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم: قم فاذكر فضلك وفضل قومك، فقام فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير الأرض ومن أكثرهم عدة ومالاً وسلاحاً، فمن أنكر علينا قولنا؛ فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وفعال هي خير من فعالنا، فقال رسول الله - ﷺ - لثابت بن قيس بن شماس: "قم فأجب"، فقام فقال: الحمد لله؛ أحمده، وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكل

(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٥٤) ونسبه لابن إسحاق وابن مردويه.
ثم رأينا سنده في كتاب الزيلعي: "تخريج الكشاف" (٣/ ٣٣٠، ٣٣١)؛ فقد أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من طريق ابن إسحاق: ثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا موضوع؛ فالكلبي كذاب ونحوه شيخه أبو صالح.


الصفحة التالية
Icon