فلما أبصروه؛ أقبلوا نحوه، فهابهم؛ فرجع إلى رسول الله - ﷺ -، فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإِسلام، فبعث نبي الله - ﷺ - خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل، فانطلق حتى أتاهم ليلاً، فبعث عيونه فلما جاؤوا؛ أخبروا خالداً أنهم مستمسكون بالإِسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم، فلما أصبحوا؛ أتاهم خالد فرأى الذي يعجبه، فرجع إلى نبي الله - ﷺ -، فأخبره الخبر؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ- ما تسمعون، فكان نبي الله يقول: "التبين من الله والعجلة من الشيطان" (١). [ضعيف]
* عن الحسن: أن رجلاً أتى النبي - ﷺ -، فقال: يا نبي الله! إن بني فلان -حياً من أحياء العرب، وكان في نفسه عليهم شيء، وكانوا حديثي عهد بالإِسلام- قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله، قال: فلم يعجل رسول الله - ﷺ -، ودعا خالد بن الوليد، فبعثه إليهم، ثم قال: "ارمقهم عند الصلاة، فإن كان القوم قد تركوا الصلاة؛ فشأنك بهم، وإلا؛ فلا تعجل عليهم"، قال: فدنا منهم عند غروب الشمس، فكمن حيث سمع الصلاة، فرمقهم؛ فإذا هو بالمؤذن قد قام حين غربت الشمس، فأذن ثم أقام الصلاة، فصلوا المغرب؛ فقال خالد بن الوليد: ما أراهم إلا يصلون، فلعلهم تركوا غير هذه الصلاة، ثم كمن حتى إذا جن الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا، قالوا: فلعلهم تركوا صلاة أخرى، فكمن، حتى إذا كان في جوف الليل فتقدم حتى أظل الخيل بدورهم؛ فإذا القوم تعلموا شيئاً من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرأونه، ثم أتاهم عند

(١) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٢٣١)، والطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٧٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٦/ ١٦٩) من طريق معمر وسعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٥٨) وزاد نسبته لعبد بن حميد.


الصفحة التالية
Icon