* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كسف القمر على عهد رسول الله - ﷺ -؛ فقالوا: سحر القمر؛ فنزلت: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ إلي قوله: ﴿مُسْتَمِرٌّ﴾ (١). [منكر]

= قلنا: وسنده صحيح.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث أبي معمر عن عبد الله مختصراً، وهذا حديث لا نستغني فيه عن متابعة الصحابة بعض لبعض"، ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٦٧٠) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن مردويه.
(١) أخرجه الطبراني في "المعجم"الكبير" (١١/ ٢٠٠ رقم ١١٦٤٢)، و"الأوسط" (٨/ ١٧٥ رقم ٨٣١٥) من طريقين عن محمد بن يحيى القطعي نا محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس به.
ولفظ "الأوسط": "الشمس" بدل "القمر".
قلنا: وهذا سند ضعيف جداً؛ رجاله ثقات رجال الصحيح؛ لكن فيه علة خفية، وهي تدليس ابن جريج؛ قال الحافظ الدارقطني -كما في "سؤالات الحاكم"-: "يتجنب تدليس ابن جريج؛ فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح؛ كابن أبي يحيى وموسى بن عبيدة".
وهذا الحديث سمعه من متروك، وهو إبراهيم بن زيد الخوزي، يوضح لنا هذا رواية الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٢٠٠ رقم ١١٦٤٣)؛ فقد رواه من طريق إبراهيم هذا عن عمرو بن دينار به إلا أنه قال: الشمس بدل من القمر.
وهذه العلة تقدح في صحة الحديث.
وقد وقع لبعض أهل العلم أوهام ينبغي التنبيه عليها:
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٠٩): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه موسى بن زكريا شيخ الطبراني، فإن كان هو التستري؛ فقد تكلم فيه الدارقطني، وإن كان غيره؛ فلا أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلنا: هو التستري المتروك؛ لكنه توبع، تابعه الحافظ البزار عند الطبراني.
قال أخونا الفاضل الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- في كتابه "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص ١٤٦): "وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح عن =


الصفحة التالية
Icon