فيكثرون مناجاته، ويغلبون الفقراء على المجالس؛ حتى كره النبي - ﷺ - طول جلوسهم ومناجاتهم، فأمر الله بالصدقة عند المناجاة، فأما أهل العسر؛ فلم يجدوا شيئاً، وكان ذلك عشر ليال، وأما أهل الميسر؛ فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه إلا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى، ويزعمون أنه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدر؛ فأنزل الله: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾ (١). [ضعيف]
* عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-؛ قال: نزلت فيَّ ثلاث آيات من كتاب الله -عزّ وجلّ-: نزل تحريم الخمر، نادمت رجلاً فعارضته وعارضني فعربدت عليه؛ فشججته؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)﴾ [المائدة: ٩٠، ٩١]، ونزلت فيّ: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: ١٥] إلى آخر الآية، ونزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ فقدمت شعيرة فقال رسول الله - ﷺ -: "إنك لزهيد" فنزلت الأخرى: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)﴾ (٢). [ضعيف]

(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٨٤) ونسبه لابن أبي حاتم.
قلنا: وسنده ضعيف؛ لإرساله.
(٢) أخرجه الطبري في "المعجم الكبير" (١/ ١٤٧ رقم ٣٣١) من طريق سلمة بن الفضل ثنا ابن إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن مصعب بن سعد عن سعد به.
قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: ابن إسحاق؛ مدلس وقد عنعن. =


الصفحة التالية
Icon