صائماً لا يجد ما يفطر عليه، ويصبح صائماً، حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له: ثابت بن قيس -رضي الله تعالى عنه-، فقال لأهله: إني أجيء الليلة بضيف، فإذا وضعتم طعامكم؛ فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه؛ فليطفئه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون، فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا، فلما أمسى؛ ذهب فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه؛ فأطفئته، ثم جعلوا يضربون بأيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون؛ حتى شبع ضيفهم، وإنما كان طعامهم ذلك خبزة وهي قوتهم، فلما أصبح ثابت بن قيس؛ غدا إلى رسول الله - ﷺ -، فقال: "يا ثابت! لقد عجيب الله -عزّ وجلّ- البارحة منكم ومن صنيعكم"، وأنزلت هذه الآية: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (١). [ضعيف]
* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ قال: نزلت في رجل من الأنصار، أرسل النبي - ﷺ - معه ضيفاً من أضيافه، فأتى به منزله، فقالت له امرأته: ما هذا؟ قال: هذا ضيف لرسول الله - ﷺ -، قالت: والذي بعث محمداً بالحق؛ ما أمسى عندنا إلا قرص، فذلك القرص لي أو لك، أو للضيف، أو للخادم؟! قال: اثردي هذا القرص،
قلنا: وهو مرسل صحيح الإسناد.
__________
(*) اسم الكتاب "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة".