أنهم وجدوا الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها، فدعاه نبي الله - ﷺ -؛ فقال: "ما حملك على الذي صنعت؟ "، قال: والله ما شككت في أمر الله، ولا ارتددت فيه؛ ولكن لي هناك أهلاً ومالاً فأردت مصانعة قريش على أهلي ومالي، وذكر لنا أنه كان حليفاً لقريش لم يكن من أنفسهم، فأنزل الله - عزّ وجلّ- في ذلك القرآن فقال: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (٢)﴾ (١). [ضعيف]
* عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا، قالوا: لما أجمع رسول الله - ﷺ - السير إلى مكة؛ كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم الذي أجمع عليه رسول الله - ﷺ - من الأمر في السير إليهم، ثم أعطاه امرأة يزعم محمد بن جعفر أنها من مزينة، وزعم غيره: أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت، وأتى رسول الله - ﷺ - الخبر من السماء بما صنع حاطب؛ فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام -رضي الله عنهما-؛ فقال: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد اجتمعنا له في أمرهم"؛ فخرجا حتى أدركاها بالحليفة حليفة بن أبي أحمد، فاستنزلاها؛ فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً، فقال لها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله - ﷺ - ولا كذبنا، ولتخرجن إليّ هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه؛ قالت: أعرض عني؛ فأعرض عنها، فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول الله - ﷺ -، فدعا رسول الله - ﷺ -
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ١٢٩) ونسبه لعبد بن حميد.