عرف حفصة ما أظهرت من أمر مارية ﴿وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ﴾ عما أخبرت به من أمر أبي بكر، وعمر، فلم يثربه عليها ﴿فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾ ثم أقبل عليها يعاتبها، فقال: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾؛ يعني: أبا بكر وعمر ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥)﴾؛ فوعده من الثيبات: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار: مريم بنت عمران وأخت موسى -عليه السلام- (١). [ضعيف جداً]

(١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٣/ ١٣، ١٤ رقم ٢٣١٦) -ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تخريج الكشاف" (٤/ ٦٠) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (٤/ ١٥٥) من طريق هشام بن إبراهيم المخزومي ثنا موسى بن جعفر الأنصاري عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم".
وقال العقيلي: "لا يعرف إلا به؛ [يعني: موسى بن جعفر] ".
قلنا: وهذا سند ضعيف جداً؛ فيه علل:
الأولى: هشام بن إبراهيم؛ لم نجد له ترجمة.
الثانية: موسى بن جعفر؛ قال العقيلي: "مجهول بالنقل لا يتابع على حديثه ولا يصح إسناده".
الثالثة: عمه مجهول -أيضاً-؛ قال الحافظ في "لسان الميزان" (٦/ ١١٤): "لم أقف على اسمه ولا عرفت حاله".
وقال العقيلي: "لا يصح إسناده".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٧): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق وسى بن جعفر بن أبي كثير عن عمه، قال الذهبي: "مجهول وخبره ساقط"". ا. هـ.
وقال السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢١٦)، و"لباب النقول" (ص ٢١٧) بعد أن زاد نسبته لابن مردويه: "بسند ضعيف".


الصفحة التالية
Icon