تكلمت -وأحمد الله- بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية: آية التخيير: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥)﴾.
وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي - ﷺ -، فقلت: يا رسول الله! أطلقتهن؟ قال: "لا"، قلت: يا رسول الله! إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله - ﷺ - نساءه، أفأنزل؛ فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: "نعم إن شئت"، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغراً، ثم نزل نبي الله - ﷺ - ونزلت، فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله - ﷺ - كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله! إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين، قال: "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين"، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله - ﷺ - نساءه؛ ونزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: ٨٣]؛ فكنت أنا استنبطت ذا الأمر وأنزل الله -عزّ وجلّ- آية التخيير (١). [صحيح]
وتقدم في أول سورة البقرة آية رقم (١٢٥) حديث عمر: "وافقت ربي في ثلاث".