مجنة؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن فتن الليل، ومن طوارق النهار؛ إلا طارقاً يطرق بخير"؛ فأنزل الله في ذلك: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦)﴾ (١).
* عن سعيد بن جبير: أن رجلاً من بني تميم يقال له: رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه، قال: إني لأسير برمل عالج ذات ليلة؛ إذ غلبني النوم؛ فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي، فقلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن، فرأيت في منامي رجلاً بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعاً فنظرت يميناً وشمالاً فلم أر شيئاً، فقلت: هذا حلم، ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت؛ فرأيت ناقتي تضطرب والتفت، وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفعه عنه، فبينما هما يتنازعان؛ إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى: قم فخذ أيتها شئت فداء لناقة جاري الإنسي، فقام الفتى، فأخذ منها ثوراً وانصرف ثم التفت إليّ الشيخ، وقال: يا هذا إذا نزلت وادياً من الأودية فخفت هوله؛ فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن؛ فقد بطل أمرها، قال: فقلت له: ومن محمد هذا؟ قال: نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين، قلت: فأين مسكنه؟ قال: يثرب ذات النخل، فركبت راحلتي حين ترقى لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة، فرآني رسول الله - ﷺ -؛ فحدثني بحديثي
قال أبو نصر: غريب جداً؛ لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
(*) في "الدر" برق الصبح.