وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، قسم بيننا وبينك وسطاً تنتهي إليه، قال: فقسموا بينهم ست سنين، قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين؛ لأن الله -تعالى- قال في بضع سنين، قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير (١). [حسن]
* عن ابن شهاب؛ قال: كان المشركون يجادلون المسلمين وهم

(١) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ١٣٩ - ١٤٠ رقم ٤٢٨١) -وعنه الترمذي (٥/ ٣٤٤، ٣٤٥ رقم ٣١٩٤) -، وعبد الله بن أحمد في "السُّنَّة" (١/ ١٤٣، ١٤٤ رقم ١١٦)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٧/ ٤٤٢)، وابن خزيمة في "التوحيد" (١/ ٤٠٤، ٤٠٥ رقم ٢٣٧) -ومن طريقه الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (١/ ٢٩١ رقم ١٥٢) -، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٣/ ١٧٣)، وابن بطة في "الإبانة" (١/ ٢٧١ - ٢٧٣/ ٤١ - الرد على الجهمية)، والأصبهاني (١/ ٢٦٢ رقم ١١٢)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ٥٨٥/ ٥١٠)، و"الاعتقاد" (ص ١٠٧ - ١٠٨)، والطبراني في "المعجم الكبير"؛ كما في "الدر المنثور" (٦/ ٤٨٠)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ ٢٧٠٤ رقم ٦٤٦٤)، وأبو موسى المديني وابن منده؛ كما في "أسد الغابة"، وابن الأثير في "أسد الغابة" (٤/ ٥٩٨) وغيرهم من طرق عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن نيار به.
قلنا: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير ابن أبي الزناد، فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
وقال البيهقي: "وهذا إسناد صحيح".
وقال الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٥٤٨): "ورجال السند ثقات".
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٨٠) وزاد نسبته للدارقطني في "الأفراد"، وابن مردويه، وأبي نعيم في "الدلائل"، والبيهقي في "شعب الإيمان".


الصفحة التالية
Icon