الأجل"؛ ففعلوا؛ فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبية، ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان من ظهور أهل الكتاب على المجوس، وكان ذلك مما شد الله به الإِسلام؛ فهو قوله: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ (١). [ضعيف]
* عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-؛ قال: لما كان يوم بدر؛ ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين؛ فنزلت: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢)﴾ إلى قوله: ﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾، قال: ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس (٢). [ضعيف جداً]

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢١/ ١٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٨٧)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٣٣) من طريقين عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
قلنا: وهذا مرسل رجاله ثقات رجال الصحيح.
قلنا: وأنت ترى أن هذين الحديثين المرسلين ذكرا أن نصر الروم على فارس عام الحديبية، بينما حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري قالا: إن ذلك يوم بدر.
قلنا: والصحيح أن ذلك كان يوم بدر؛ لثبوت ذلك في الحديث الصحيح، وقد جمع بين القولين الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٤٣٦)؛ فانظره غير مأمور.
(٢) أخرجه الترمذي (٥/ ١٨٩ رقم ٢٩٣٥، ص ٣٤٣ رقم ٣١٩٢)، والطبري في "جامع البيان" (٢١/ ١٥)، والبزار في "مسنده"، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٤٣٦)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٣٢) من طرق عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد به.
قلنا: وهذا إسناد واه بمرة؛ عطية العوفي ضعيف ومدلس، وتدليسه من شر أنواع التدليس، يقول: حدثنا أبو سعيد ويسكت، ويكون الكلبي الكذاب، وتدليسه هو المعروف بـ (تدليس السكوت).
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٨١) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه.


الصفحة التالية
Icon