الخطاب! ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله - ﷺ - حتى يظل يومه غضبان؟!)؛ فأفزعني، فقلت [لها: قد] خابت من فعل منهن بعظيم، ثم جمعت علي ثيابي، فدخلت على حفصة، فقلت: أتغاضب إحداكن رسول الله - ﷺ - اليوم حتى الليل؟ فقالت: نعم، فقلت: خابت وخسرت، أفتأمن (وفي رواية: خبت وخسرت، أفتأمنين) أن يغضب الله لغضب رسوله - ﷺ - فتهلكين؟! لا تستكثري على رسول الله - ﷺ -، ولا تراجعيه في شيء، ولا تهجريه، واسأليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله - ﷺ -، (وفي رواية: هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - ﷺ -) -يريد: عائشة-[ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها، فكلمتها، فقالت أم سلمة: عجباً لك يا ابن الخطاب! دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله - ﷺ - وأزواجه؟! فأخذتني والله أخذاً؛ كسرتني عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها].
[وكان من حول رسول الله - ﷺ - قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشام، كنا نخاف أن يأتينا]، وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا [فقد امتلأت صدورنا منه] فنزل صاحبي [الأنصاري] يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضرباً شديداً، وقال: أنائم (وفي رواية: أثَمَّ) هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم! قلت: ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم منه، وأطول (وفي رواية: أهول)؛ طلق (وفي رواية: اعتزل) رسول الله - ﷺ - نساءه، قال: (وفي رواية: فقلت:) قد خابت حفصة وخسرت، [قد] كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون، فجمعت عليّ ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي - ﷺ -، فدخل مشربة له [يرقى عليها بعجلة]، فاعتزل فيها، فدخلت على حفصة؛ فإذا هي تبكي، قلت: ما يبكيك؟! أوَلم أكن حذرتك؟! أطلقكن رسول الله - ﷺ -؟ قالت: لا أدري، هو ذا في المشربة، فخرجت، فجئت المنبر، فإذا حوله وهي يبكي بعضهم، فجلست