لكن قال ابن رجب في (شرح العلل) ١: ٢٩٨: "قال ابن المديني -في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه- هو منقطع، وهو حديث ثبت.
قال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند -يعني في الحديث المتصل- لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه، وصحتها، وأنه لم يات فيها بحديث منكر".
وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) ٩: ٢٦٠ رقم (٩١١٤) من طريق يحيى الحماني ثنا شريك، عن الأعمش، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله -رضي الله عنه- قال؛ ويل واد في جهنم، من قيح.
ويحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي.
طعن فيه أحمد، واتهمه بسرقة الحديث، بل وبالكذب. ولينه أبو حاتم، وضعفه النسائي، وترك أبو زرعة الرواية عنه. وفي التقريب: حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث.
ينظر: تهذيب الكمال ٣١: ٤١٩، التقريب ص ٥٩٣.
وشريك، هو: ابن عبد الله القاضي، صدوق يخطىء كثيراً، كما في التقريب ص ٢٦٦.
ووائل بن مهانة؛ هو الكوفي، من كبار التابعن، وهو مقبول كما في التقريب ص ٥٨٠.
* وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: (الويل واد من قيح في جهنم).
أورده في (الدر المنثور) ١: ٤٣٤ وعزاه إلى: عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
الحكم على الحديث:
الحديث صححه ابن حبان، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
وأورده ابن حجر في الفتح ١: ٣٢٥ في الوضوء: باب غسل الرجلين، ولم يتكلم عليه، وهو صحيح أو حسن على شرطه الذي بينه في المقدمة (هدي الساري) ص ٦.
وأورده ابن كثير في تفسيره ٨: ٢٦٦ وقال: "فيه غرابة ونكارة".
وقال في تفسير سورة المرسلات ٨: ٢٩٨: "وقد قدمنا في الحديث، أن ويل: واد في جهنم، ولا يصح".
والذي يظهر أن الحديث من قبيل الضعيف المحتمل، والله أعلم.
*****