والأشجعي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، قال يحيى: وليس أحد من هؤلاء يحدث عن سفيان فيخالفه بعض هؤلاء الستة فيكون القول قوله حتى يجيء إنسان يفصل بينهما، فإذا اتفق من هؤلاء اثنان على شيء كان القول قولهما".
وقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ٧: ٦١: "أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول -وسئل عن أصحاب الثوري أيهم أثبت؟ - فقال: هم خمسة: يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن المبارك، وأبو نعيم".
وقد رجح هذا الوجه ثلاثة من أئمة الحديث: الترمذي، وأبو حاتم، وأبو زرعة.
* والحديث من هذا الوجه؛ ضعيف الإسناد للانقطاع بين أبي الضحى، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، فقد نص العلماء على أنه يروي عن أصحاب عبد الله -رضي الله عنه-، ونص أبو حاتم -كما في (الجرح والتعديل) ٨: ١٨٦ - على أن رواية أبي الضحى عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-، مرسلة، وكانت وفاة جرير سنة ٥١ هـ -كما في التقريب ص ١٣٩ -، فمن باب أولى أن تكون روايته عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- المتوفى سنة ٣٢ هـ؛ مرسلة أيضًا.
ولكن يشكل على هذا الوجه الراجح، ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه ٣: ١٠٤٧ رقم (٥٠١) قال: "نا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى، (عن مسروق)، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال.. " فذكره بنحوه.
وأشار المحقق وفقه الله أنه زاد ما بين القوسين بناء على أن ابن كثير ساق الحديث عن المصنف فذكر فيه: (عن مسروق)، وأن الأصل المخطوط للسنن ليس فيه ذلك.
قلت: وأبو الأحوص؛ هو سلام بن سليم، ثقة متقن صاحب حديث، وأخرج حديثه الجماعة. ينظر: التقريب ص ٢٦١.
وهذه متابعة قوية لسفيان بالوجه الأول، وهي تخالف ما رواه الثقات الأثبات عن سفيان، وما رجحه الأئمة في هذا الحديث.