وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخن، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي.
وسعيد بن أبي عروبة اختلط في آخر عمره ونص العلماء على أن يزيد بن زريع وعبد الأعلى ممن سمع منه قبل الاختلاط، ولم يذكروا ذلك في يحيى بن زكريا.
وبعد هذا العرض يتبين أن الراجح رواية الإرسال.
وهذا ما رجحه البيهقي، فقال في سننه ٤: ٣٣٠: "وروي عن سعيد بن أبي عروبة، وحماد ابن سلمة، عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الزاد والراحلة، ولا أراه إِلا وهما".
ثم خرجه مرسلا، وقال: "هذا هو المحفوظ عن قتادة عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وكذلك رواه يونس بن عبيد، عن الحسن".
وقال الحافظ في التلخيص ٢: ٢٣٥: "قال أبو بكر ابن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسندا، والصحيح من الروايات: رواية الحسن المرسلة".
ورجح الإرسال أيضًا: ابنُ عبد الهادي في (تنقيح التحقيق) ٢: ٣٧٩ وقال: "وأما رفعه عن أنس فهو وهم، هكذا قال شيخنا".
الشواهد:
١ - عن عائشة قالت: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ما السبيل إلى الحج؟ قال: (الزاد والراحلة).
أخرجه العقيلي في الضعفاء ٣: ٣٣٢، والدارقطني ٣: ٢١٦ (٢٤٢٠ - ط الرسالة)، والبيهقي ٤: ٣٣٠. قال البيهقي في المعرفة ٧: ١٩: "وليس بمحفوظ". وسبق الكلام عليه.
٢ - عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الزاد والراحلة) يعني قوله: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾.
أخرجه ابن ماجه (٢٨٩٧) في المناسك: باب ما يوجب الحج، من طريق ابن جريج، عن ابن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
والدارقطني ٣: ٢١٩ (٢٤٢٥ - ط الرسالة)، من طريق حصين بن مخارق، عن محمد ابن خالد، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به.


الصفحة التالية
Icon