قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة ١٠٥].
(٦٨) عن أبي عامر الأشعري -رضي الله عنه- قال: كان رجل قَتَلَ منهم بأوطاس، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا عامر، ألا غيرت؟) فتلا هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (أين ذهبتم؟! إنما هي: يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم).
تخريجه:
أخرجه أحمد ٤: ١٢٩، ٢٠١ قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا مالك بن مغول، حدثنا علي بن مدرك، عن أبي عامر الأشعري -رضي الله عنه-.. فذكره.
وأخرجه ابن أبي حاتم ٤: ١٢٢٦ (٦٩٢٠) قال: حدثنا أبي.. ، وأخرجه الطبراني في الكبير ٢٢: ٣١٧ (٧٩٩) قال: حدثنا أحمد بن داود المكي.. -ومن طريق الطبراني: أخرجه ابن الأثير في (أسد الغابة) ٦: ١٨٧ -، كلاهما -أبو حاتم، وأحمد بن داود المكي- قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، نا مالك بن مغول، عن علي بن مدرك، عن أبي عامر -رضي الله عنه-. أنه كان فيهم شيء، فاحتبس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما حبسك؟) قال: قرأت هذه الآية ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم).
وعزاه في (الدر المنثور) ٥: ٥٦٦ إلى ابن مردويه.
قال السندي في حاشيته على المسند -وهي مخطوطة، والنقل مستفاد من محققي المسند ٢٨: ٣٩٩ - :"قوله: قتل: على بناء الفاعل، أي أن رجلا من المؤمنين قتل رجلا بلا وجه. ألا غيرت: من التغيير، أي: ألا غيرت المنكر، ونهيت عنه".
الحكم على الإسناد:
إسناد صحيح.
والحديث أورده الهيثمي في المجمع ٧: ١٩، وقال: "لم أجد لعلي بن مدرك سماعا من أحد من الصحابة".


الصفحة التالية
Icon