محمد بن عبد العزيز بن الصباح شيخ أبي عمر الدوري (٢٤٦ هـ) هنا؟!، فما ظنه الشيخ حكمت؛ ليس بظاهر، والله أعلم.
والظاهر أن هذا التصريح بالسماع خطأ من الراوي، فقد أخرجه -من هذا الطريق- إمام أهل السنة؛ الإمام أحمد في مسنده في موضعين ٤: ١٢٩، ٢٠١ عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بالعنعنة.
والحديث أورده ابن حجر في (الإصابة) ٧: ٢٥٥ في ترجمة أبي عامر، ولم يعلق عليه بشيء.
فائدة: مسألة الأوهام والأخطاء في التصريح بالتحديث في الأسانيد؛ من المسائل المهمة والدقيقة في نقد المرويات، ومما يغفل عنه المتعجلون في تخريج المرويات والحكم عليها، وانظر تأصيلا مفيدا في هذه المسألة لفضيلة الدكتور/ إبراهيم اللاحم، في كتابه (الاتصال والانقطاع) ص ١٥، ١١٨.
تنبيهان:
١ - أورد ابنُ حجر هذا الحديث في (إتحاف المهرة) ١٤: ٣٥٧ لكن جعله من مسند أبي مالك الأشعري، وعزاه إلى أحمد فقط، مع أنه في المسند في الموضعين: عن أبي عامر الأشعري، ولم يشر محققو المسند إلى أي اختلاف بين النسخ في ذلك.
٢ - هذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده في موضعين -كما سبق- مكررا دون تغير في السند أو المتن، وفي النسخة المحققة علقوا على الموضع الأول بقولهم (٢٨: ٣٩٨ - الرسالة): "إسناده ضعيف لانقطاعه"، وفي الموضع الثاني (٢٩: ٣٣٤ - الرسالة): "إسناده صحيح"، وأشاروا إلى الموضع الأول!.
وهكذا اضطرب فيه العلامة الألباني رحمه الله فقد صححه في (السلسة الصحيحة) ٦: ١٢٧ رقم (٢٥٦٠)، بينما ضعفه وقال عنه: منكر، في (السلسة الضعيفة) ٩: ١٣٦ رقم (٤١٣٢).
ولعله في تحقيق المسند بسبب تعدد المحققين، فلعل من حكم عليه في الموضع الأول غير الذي حكم عليه في الموضع الثاني، وأما بالنسبة لحكمي الألباني، فلعله بسبب تغير الاجتهاد، والله أعلم.
*****


الصفحة التالية
Icon