قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ الآية [الأنفال: ٦٠].
(٩٦) عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر- يقول: (﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي).
تخريجه:
أخرجه مسلم (١٩١٧) في الإمارة: باب فضل الرمي والحث عليه، وأبو داود (٢٥١٤) في الجهاد: باب في الرمي، والترمذي (٣٠٨٣) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الأنفال، وابن ماجه (٢٨١٣) في الجهاد: باب في الرمي في سبيل الله، وأحمد ٤: ١٥٦، من طرق عن عقبة -رضي الله عنه- به، بنحوه.
تنبيه:
قال الطبري في تفسيره ١١: ٢٤٩ - بعد ذكر الأقوال في تفسير الآية-: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أمر المؤمنين بإعداد الجهاد وآلة الحرب وما يتقوّون به على جهاد عدوه وعدوهم من المشركن، من السلاح والرمي وغير ذلك، ورباط الخيل، ولا وجه لأن يقال: عني بالقوة معنى دون معنى من معاني القوة وقد عمَّ الله الأمر بها.
فإن قال قائل: فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بيَّن أن ذلك مرادٌ به الخصوص بقوله: (ألا إن القوة الرمي؟).
قيل له: إن الخبر وإن كان قد جاء بذلك، فليس في الخبر ما يدلّ على أنه مرادٌ بها الرمي خاصة دون سائر معاني القوة عليهم، فإن الرمي أحد معاني القوة، لأنه إنما قيل في الخبر: (ألا إن القوة الرمي)، ولم يقل: دون غيرها، ومن القوة أيضًا: السيف والرمح والحربة، وكل ما كان معونة على قتال المشركين، كمعونة الرمي أو أبلغ من الرمي فيهم وفي النكاية منهم، هذا مع وهاء سند الخبر بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
فهذا القول منه رحمه الله محمول على سند الحديث عنده، لأنه ساق الحديث من طرق لا تخلو من مجروح، أو مبهم، أو انقطاع، والله أعلم.
*****