ينظر: تحفة الأشراف ٤: ٢٦٤، السير ٤: ٢٨٧، تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ٢: ١٣٢، تهذيب التهذيب ٦: ٣٧١.
لكن تعقب المزيَّ الحافظُ ابن حجر في (النكت الظراف)، فقال: "أخرجه ابن منده في (كتاب الروح) من طريق الأوزاعي، عن يحيى، حدثني أبو سلمة، حدثني عبادة -رضي الله عنه-.
أخرجه عن خيثمة بن سليمان، عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي.
ورجاله كلهم ثقات.
قلت: وعبادة بن الصامت -رضي الله عنه-؛ أنصاري خزرجي مدني، توفي بالرملة سنة ٣٤ هـ.
وأبو سلمة؛ مدني، توفي سنة ٩٤ هـ بالمدينة، وعمره ٧٢ سنة، فيكون مولده سنة ٢٢ هـ، ويكون عمره يوم مات عبادة ١٢ سنة، ومثل هذا يتهيأ له السماع، لاسيما مع اتفاقهما في البلد، إضافة إلى ما نقله الحافظ عن ابن منده وفيه التصريح بالسماع.
لكن يشكل على هذا ما أخرجه البخاري في (التاريخ الصغير) ١: ٤١ بسنده إلى محمد ابن كعب القرظي قال: جمع القرآن في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسة من الأنصار؛ معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، وأبو الدرداء، فلما كان عمر كتب يزيد بن أبي سفيان؛ أن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن، ويفقههم، فقال: أعينوني بثلاثة، فقالوا: هذا شيخ كبير، لأبي أيوب، وهذا سقيم، لأبي، فخرج معاذ، وعبادة، وأبو الدرداء، فقال: ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين، فأقام بها عبادة، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين، ومات معاذ عام طاعون عمواس، وصار عبادة بعد إلى فلسطين، فمات بها، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات.