قلت: وهو مشهور بالتفسير، مقدم فيه، قال الخليلي في (الإرشاد) ١: ٣٩٧: "وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي؛ فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل: الثوري، وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه؛ رواه عنه: أسباط بن نصر، وأسباط؛ لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير: تفسير السدي.. ".
وأخرج ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ٢: ١٨٤، وابن عدي في (الكامل) ١: ٢٧٦ وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) ١: ٢٤٧ بأسانيدهم إلى سلم بن عبد الرحمن، قال: مر إبراهيم النخعي بالسدي، وهو يفسر، فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم.
وأما ما أخرجه أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) ٢: ٣٣٤ - ومن طريقه: العقيلي في (الضعفاء الكبير) ١: ٨٧ وابن عدي في (الكامل) ١: ٢٧٦ - عن أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت الشعبي، وقيل له: إن إسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم بالقرآن، فقال: إن إسماعيل قد أعطي حظا من جهل بالقرآن.
فقد علق عليه الذهبي في السير ٥: ٢٦٥ فقال: "ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر مما علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، رحمهما الله".
وفي الكاشف: حسن الحديث. وقال الحافظ في التقريب: صدوق يهم، ورمي بالتشيع. وفي (العجاب): كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرق.. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف. مات سنة ١٢٧ هـ.
قلت: والأقرب -والله أعلم- أنه صدوق حسن الحديث، ويؤيد ذلك:
١ - إخراج مسلم له في الصحيح، قال الحافظ في هدي الساري ص ٤٠٣: "ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راوٍ كان؛ مقتضٍ لعدالته عنده، وصحة


الصفحة التالية
Icon