فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إلى عين بين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل، ثم يدخلون الجنة مكتوب في جباههم: هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن. فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا، ثم يسألون الله تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم، فيبعث الله ملكا فيمحوه، ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقي فيها، يسمرونها بتلك المسامير، فينساهم الله على عرشه، ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم، وذلك قوله: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾).
عزاه في (الدر المنثور) ٨: ٥٨٩ إلى: ابن أبي حاتم، وابن شاهين في (السنة).
قلت: وهو في تفسير ابن أبي حاتم ٧: ٢٢٥٥ (١٢٣٢٦) مختصرا، من طريق مسكين أبو فاطمة، حدثني اليمان بن يزيد، عن محمد بن حمير، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده.
قال الذهبي في ترجمة (محمد بن حمير) من الميزان ٣: ٥٣٢: "له في عذاب أهل الكبائر خبر منكر، تفرد عنه: يمان بن يزيد".
وأشار إلى الحديث في ترجمة اليمان ٤: ٤٦١ وقال: "أظنه موضوعا".
وقوله في الحديث: (الطراثيث) قال في (النهاية) ٣: ١١٧: "الطراثيث: هي جمعُ طُرثوث، وهو نَبْت يَنْبَسِط على وجه الأرض كالفطر".
الحكم على الحديث:
الحديث بما سبق يترقى إلى الحسن، والله أعلم.
*****


الصفحة التالية
Icon