ومع ضعف الرواية؛ فقد تكلم الإمام الطبري -رحمه الله- في توجيهها وشرحها، ومما قاله في ذلك:"من تأويل القرآن ما لا يُدرك علمُه إلا ببيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك تفصيل جُمَلِ ما في آيه من أمر الله ونَهْيه، وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمَلٌ في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة، لا يُدرَك علمُ تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. ومن آي القرآن ما قد ذكرنا أن الله جل ثناؤه استأثرَ بعلم تأويله، فلم يُطلعْ على علمه مَلكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلا، ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده، وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.
فأما ما لابُدَّ للعباد من علم تأويله، فقد بيّن لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ببيان الله ذلك له بوحيه مع جبريل، وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم.. ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يفسر من القرآن شيئًا إلا آيًا بعَددٍ -هو ما يسبقُ إليه أوهامُ أهل

= وجعفر هذا؛ قال عنه البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال الطبري: لا يُعْرف في أهل الآثار. وذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في (الثقات). وذكره الذهبي في الضعفاء.
ينظر: تفسير الطبري ١: ٨٣ الجرح والتعديل ٢: ٤٨٧، الثقات ٦: ١٣٣، (المغني في الضعفاء) للذهبي ١: ١٣٤، لسان الميزان ٢: ١٥٥.
ثم وقفت عليه في (تاريخ بغداد) للخطيب ١٣: ٢٥٣، وفي (تاريخ دمشق) لابن عساكر ٤٣: ٢٤٧ من طريق أيى عمرو بن العلاء، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما فسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القرآن إلا آيات يسيرة، قوله: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ قال: (شكركم). لكن في سنده. أحمد بن الحسن المقرىء، ولقبه: دبيس، قال الدارقطني: ليس بثقة، وقال الخطيب: منكر الحديث، وذكره الذهبي في الضعفاء.
ينظر: تاريخ بغداد ٤: ٨٨ المغني في الضعفاء ١: ٣٦، لسان الميزان ١: ٢٥٧.
والحديث أورده ابن كثير في تفسيره ١: ١٤ وقال: "حديث منكر غريب"، والسيوطي في (الإتقان) ٢: ٥٧٠ وقال: "حديث منكر".


الصفحة التالية
Icon