قال الطبري في تفسيره ١٥: ٢٨١: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير.. لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويُثاب، وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ [الكهف: ٤٦] بعضًا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن ظنّ ظانٌّ أن ذلك مخصوص بالخبر الذي رويناه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما ورد بأن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصالحات، ولا كلّ الباقيات الصالحات، وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البرّ أيضًا باقيات صالحات".
وقال العلائي في (جزء في تفسير الباقيات الصالحات) ص ٤٠: "وإذا ثبت هذا الحديث -يعني حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- هذا موضع الدراسة-؛ فهو أولى ما رجع إليه في تفسير (الباقيات الصالحات)، مع ما ثبت فيه عن عثمان -رضي الله عنه-، وابن عباس -رضي الله عنهما-، وغيرهما من الصحابة".
ثم أجاب عما ذكره الطبري؛ بأن لفظ الحديث: "هن الباقيات الصالحات"، وهذا الأسلوب يفيد الحصر.
*****