وهو بالمحل الذي لا يخفى (١)؛ ولأن التفسير المأثور ينقل بالأسانيد كسائر المرويات، فاعتنوا بهذا المأثور المتعلق بتفسير كلام الله تعالى -مرفوعا كان أم موقوفا أم مقطوعا- من جهة الرواية والتدوين.
وقد أفرد الحافظُ السيوطي المحدثين في أنواع المفسرين، فقال: "واعلم أنهم -أي المفسرين- أنواع:
الأول: المفسرون من السلف والصحابة والتابعين، وأتباع التابعين.
الثاني: المفسرون من المحدثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندة موردا فيها أقوال الصحابة والتابعن بالإسناد.. الثالت: بقية المفسرين من علماء أهل السنة الذين ضموا إلى التفسير: التأويل، والكلام على معاني القرآن وأحكامه وإعرابه وغير ذلك، وهو الذي الاعتناء به في هذا الزمان أكثر.
الرابع: من صنف تفسيرا من المبتدعة كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم.
وسيأتي نقل في هذا المعنى عن ابن رجب عند الكلام على تفسير الإمام أحمد -إن شاء الله-.
(١) قال الشعبي: "رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز ورحل إلى الشام حتى علم تفسيرها". ينظر: تفسير القرطبي ١/ ٤٦.