فالأرجح في هذا الوجه أنه موقوف، وسيأتي مزيد بيان في هذا.
قلت: وحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- له طريق أخرى، فقد رواه الحاكم في (المستدرك) ٢: ٣٨١، -وعنه: البيهقي في (إثبات عذاب القبر) ص ٥٩ رقم: (٥٩) - قال: أخبرنا أبو زكريا العنبري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أنبانا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي حازم المدني، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ قال: (عذاب القبر).
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وهذا الوجه معلول، وبيان ذلك؛ أن هذا الحديث يرويه: أبو حازم سلمة بن دينار، وتتابع الرواة عنه على روايته موقوفًا، ومنهم:
١ - سفبان بن عيينة.
أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) ٣: ٥٨٤ رقم (٦٧٤١) عن سفيان، والطبري ١٦: ١٩٦، والبيهقي في (إثبات عذاب القبر) ص ٦٠ رقم: (٦٠)، كلاهما من طريق سفيان، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد -رضي الله عنه-، في قوله: ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ قال: (يضيق عليه قبره، حتى تختلف أضلاعه فيه).
وهذا إسناد صحيح.
٢ - عبد الرحمن بن إسحاق.
أخرجه مسدد في (مسنده)، -كما في (المطالب العالية) ٤: ١٣٥ رقم (٣٦٧٢) -، وابن أبي شيبة في (المصنف) ٧: ١٤٤ رقم (٣٤٨٣٧)، والطبري ١٦: ١٩٦، من طرق عن عبد