تفرد به: إسماعيل بن رافع، قاص أهل المدينة.. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة.
وأما سياقه؛ فغريب جدًا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقا واحدا، فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد ابن مسلم مصنفا قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم".
وقال في (البداية والنهاية) ١٩: ٣٢٢: "هو حديث مشهور، رواه جماعات من الأئمة.. من طرق متعددة، عن إسماعيل بن رافع، قاص أهل المدينة، وقد تكلم فيه بسببه، وفي بعض سياقه نكارة واختلاف، وقد بينت طرقه في جزء منفرد.
قلت: وإسماعيل بن رافع المديني ليس من الوضاعين، وكأنه جمع هذا الحديث من طرق وأماكن متفرقة، فجمعه وساقه سياقة واحدة، فكان يقص به على أهل المدينة، وقد حضره جماعة من أعيان الناس في عصره ورواه عنه جماعة من الكبار كأبي عاصم النبيل، والوليد بن مسلم، ومَكي بن إبراهيم، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعبدة بن سليمان، وغيرهم".
وصحح حديث الصور: ابنُ العربي -كما في (التذكرة) للقرطبي ص ٢٢٠ -، وذكر ابن حجر في (فتح الباري) ١١: ٣٧٦ أن القرطبي في (التذكرة) تبع ابن العربي في تصحيح الحديث، ولم أره، بل رأيته تعقب ابن العربي في ذلك، فقد قال ص ٢٢٠: "ما ذكره ابن العربي من صحة الحديث، وكلامه فيه؛ فيه نظر".
وذكر ابن حجر -في الفتح ١١: ٣٧٦ - أن هذا الحديث لعل أصله ما جاء في بعض الآثار عن وهب بن منبه.
*****


الصفحة التالية
Icon