وباقي رجاله ثقات.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه.
وأورده ابن حجر في الفتح ٥: ٣٤٤، ولم يتكلم عليه، وهو صحيح أو حسن، على شرطه الذي بينه في المقدمة (هدي الساري) ص ٦.
وللحديث شواهد كثيرة. ينظر: (الدر المنثور) ١١: ٤٥٥ - ٤٦٠.
وأخرج البخاري في صحيحه (٢٦٨٤) في الشهادات: باب من أمر بإنجاز الوعد، بسنده إلى سعيد بن جبير، قال: سألني يهودي من أهل الحيرة؛ أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله، فقدمت، فسألت ابن عباس، فقال: (قضى أكثرهما وأطيبهما "يعني الأجلي الذين قضاهما موسى -عليه السلام-"، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قال فعل).
قال ابن حجر في الفتح ٥: ٣٤٣: "وهو في حكم المرفوع، لأن ابن عباس كان لا يعتمد على أهل الكتاب".
قلت: ويدل عليه ما أخرجه البخاري في صحيحه أيضا (٢٦٨٥) في الشهادات: باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها، بسنده إلى ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على نبيه -صلى الله عليه وسلم- أحدث الأخبار بالله، تقرءونه لم يشب؟! وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله، وغيروا بأيديهم الكتاب، فقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم).
وانظر ما سيأتي في الحديث رقم (٢٦٥).
*****


الصفحة التالية
Icon