قال تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ١٣٩ - ١٤٥].
(٢٠٨) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لما ارأد الله تبارك وتعالى حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله ألى الحوت: أن لا تخدشن له لحما، ولا تكسرن له عظما، فأخده ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر، فلما انتهى به إلى أسفل البحر؛ سمع يونس حسا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه -وهو في بطن الحوت-: إن هذا تسببح دواب الأرض، فسبح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسببحه، فقالوا: ربنا؛ إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غربة فقال تبارك وتعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، فقالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح! فال: نعم، فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل، كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾).
تخريجه:
أخرجه البزار ٢: ١٠٤ رقم (١٥٠٢ - مختصر زوائده) قال: حدثنا بعض أصحابنا -عبيد الله بن سعيد أو غيره- عن يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.. فذكره.
وأخرجه الطبري في تفسيره ١٦: ٣٨٤، وفي تاريخه ١: ٤٦١ قال: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع، به، بنحوه.
الحكم على الإسناد:
إسناد ضعيف، لجهالة شيخ البزار، وعنعنة ابن إسحاق، وسبق الكلام فيه في الحديث رقم (٩٨)، والخلاصة أنه إمام معتبر في المغازي والسير، وفي غيرها حديثه في درجة الحسن إذا عري عن التدليس والمخالفة ممن هو أوثق منه، وينظر فيما تفرد به.


الصفحة التالية
Icon