خالتك من كلمتك مشقة شديدة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن ذلك كذلك -إن شاء الله تبارك وتعالى- إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا).
وهذا سند صحيح، لكنه مرسل، وابن المسيب من كبار التابعين.
أخرج البيهقي في (السنن الكبرى) ٦: ٤٢ بسند صحيح، إلى الإمام أحمد بن حنبل، قال: "مرسلات سعيد بن المسيب صحاح، لا نرى أصح من مرسلاته".
وأخرجه أبو الشيخ في (أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-) ١: ٤٩٣ رقم (١٨٥)، من طريق ليث، عن مجاهد، قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على عائشة -رضي الله عنها-، وعندها عجوز، فقال: (من هذه؟) قالت: هي من أخوالي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن العجز لا تدخل الجنة)، فشق ذلك على المرأة، فلما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت له عائشة، فقال: (إن الله عز وجل ينشئهن خلقا غير خلقهن).
وليث؛ هو ابن أبي سليم، صدوق اختلط جدا، ولم يتميز حديثه؛ فترك، وهو ممن يعتبر بحديثه، فلا يحتج به، ولا يسقط بالكلية، وضعفه ناتج من جهة سوء الحفظ، لا من جهة العدالة. وسبق في الحديث رقم (١٧).
وهو مرسل أيضا، مجاهد؛ هو ابن جبر، من ثقات التابعين، مات سنة ١٠٢ هـ.
الحكم على الحديث:
الحديث يترقى إلى الحسن بما سبق، والله أعلم.
الغريب:
قوله: عمشا، من العَمَش، وهو ضعف البصر مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات.
ينظر: القاموس المحيط ١: ٨١٦ (عمش).
وقوله: رُمصا. قال في (النهاية) ٢: ٢٦٣ مادة (رمص): "يقال: غَمِصَت العَين، ورَمصَت، من الغَمَص والرمَص، وهو البياض الذي تَقْطَعه العين، ويَجتمع في زوايا الأجفان، والرمص الرطْب منه، والغَمص اليابس. والغُمْص والرُّمْص؛ جمْع أغْمَص وأرْمَص".
*****


الصفحة التالية
Icon