هذا ما يتعلق ببيان الآية المذكورة، أما المعنى العام للحديث فثابت في عدة نصوص من الكتاب والسنة، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨].
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أكفر، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة).
أخرجه مسلم (٢٦٨٧) في الذكر والدعاء: باب فضل الذكر والدعاء.. ، وابن ماجه (٣٨٢١) في الأدب: باب فضل العمل، وأحمد ٥: ١٥٣، ١٦٩، والدارمي (٢٧٨٨) في الرقاق: باب إذا تقرب العبد إلى الله.
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله تبارك وتعالى: با ابن آدم؛ إنك ما دعوتني ورجوتنى غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم؛ لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم؛ إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).
أخرجه الترمذي (٣٥٤٠) في الدعوات: باب في فضل التوبة والاستغفار.. إلخ، والطبراني في (المعجم الأوسط) ٤: ٣١٥ رقم (٤٣٠٥)، وأبو نعيم في (الحلية) ٢: ٢٣١ من طريق كثير بن فائد، حدثنا سعيد بن عبيد، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني، يقول: حدثنا أنس بن مالك -رضي الله عنه-.. فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال عنه ابن رجب في (جامع العلوم والحكم) ٢: ٤٠٠: "إسناده لا بأس به".
*****