وقال الحاكم: ثوير بن أبي فاختة؛ وإن لم يخرجاه؛ فلم ينقم عليه غير التشيع.
وتعقبه الذهبي، فقال: بل هو واهي الحديث.
والحديث اختلف فيه رفعا ووقفا.
فأخرجه ابن أبي شيبة ٧: ٣٤ رقم (٣٤٠٠٠)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) ٣: ٤٩٩ رقم (٨٦٦)، من طريق عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، بنحوه، موقوفا عليه.
وأخرجه الترمذي عقب الحديثين (٢٥٥٣) (٣٣٣٠)، من طريق سفيان الثوري، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، بنحوه، موقوفا عليه.
وقال في الموضع الثاني: "ولا نعلم أحدا ذكر فيه: عن مجاهد؛ غير الثوري".
وعلى هذه الوجوه كلها فالحديث يدور على ثوير، وحاله كما سبق، فالحمل عليه.
الشواهد:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. قال: (والله ما نسخها منذ أنزلها، يزورون ربهم فيُطعمون ويُسقون ويُطيَّبون ويُحلَّون وتُرفع الحجب بينه وبينهم ينظرون إليه وينظر إليهم، وذلك قوله: ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾).
أخرجه الدارقطني في (الرؤية) ص ١٦٩ رقم (٥٥)، والخطيب في (تاريخ بغداد) ٣: ١٩٩ - ٢٠٠، وابن الجوزي في (الموضوعات) ٢: ٤٣٠، من طريق صالح المري، عن عباد المنقري، عن ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
صالح؛ هو ابن بشير المري.