وقد جاء التعوذ في مواضع من القرآن كقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (١) وفي الآية الأخرى: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (٢) وفي آية أخرى ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ (٣) الشَّيَاطِينِ﴾ (٤) الآية.
وفي موضع آخر: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ (٥) و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ (٦) إلى آخر السورتين. وفي موضع آخر {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ

= أوردها الشارح. وفى صحيح أبي عوانة عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي - ﷺ - أقبل علينا بوجهه فقال: "تعوذوا من عذاب النار"، قلنا: نعوذ بالله من عذاب النار، قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن". قلنا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: "تعوذا بالله من فتنة الدجال". قلنا: نعوذ بالله من فتنة الدجال. فلم يقولوا في شيء من جوابه - ﷺ - نتعوذ بالله ولا تعوذنا على طبق اللفظ الذي أمروا به، كما أنه - ﷺ - لم يقل أستعيذ بالله ولا استعذت على طبق اللفظ الذي أمر الله به، ولا كان - ﷺ - وأصحابه يعدلون عن اللفظ الأولى المختار إلى غيرهو بل كانوا هم أولى بالاتباع وأقرب إلى الصواب وأعرف بمراد الله تعالى: كيف وقد علمنا رسول الله - ﷺ - كيف يستعاذ، فقال: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال". رواه مسلم وغيره. ولا أصرح من ذلك. وأما ما رواه ابن جرير الطبري بسنده عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال (أول ما نزل جبريل على محمد - ﷺ -... الخ) فهو غريب في إسناده ضعف وانقطاع كما تقدم ص ٣٢ ومع ضعفه وانقطاعه وكونه لا تقوم به حجة فإن أبا عمرو الداني رواه على الصواب من حديث أبي روق أيضاً عن الضحاك... الخ كما ذكره الشارح في ص ٣١ والله أعلم.
(١) الآية (٢٠٠) من سورة الأعراف - ٦.
(٢) الآية (٣٦) من سورة فصلت - ٤١.
(٣) الآية (٩٧) من سورة المؤمنون - ٢٣.
(٤) ما بين القوسين من (ز) و (س) و (ت).
(٥) الآية (١) من سورة الفلق - ١١٣.
(٦) الآية (١) من سورة الناس - ١١٤.


الصفحة التالية
Icon