وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان (١).
وحكى الشيخ في كتاب الكشف عن مالك: إنما ترك من مضى أن يكتبوا في أول براءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لأنه سقط أولها يعني: نسخ، وحكى نحوه عن عثمان - رضي الله عنه - (٢) وحكى عن ابن عجلان أنه قال: بلغني أن براءة كانت تعدل سورة البقرة أو قريبا منها فلذلك لم يكتب في أولها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: يريد ابن عجلان أنه نسخ منها ما نقص منها (٣) وحكى أيضاً عن أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - أنه قال: لم يبين لنا رسول الله - ﷺ - في براءة شيئاً، وكانت قصتها تشبه قصة الأنفال وكانت من آخر ما نزل، فلذلك لم يكتب بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٤).
وقال أبي - رضي الله عنه -: كان رسول الله يأمرنا في أول كل سورة ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولم يأمرنا في سورة براءة بشيء فلذاك ضمت إلى الأنفال فلم يكتب بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وكانت أولى بها لشبهها بها (٥).
وحكى عن ابن لهيعة (٦) يقولون: إن براءة من الآنفال فلذلك لم يكتب في أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٧)، ومثله عن الليث (٨).
(٢) هو: محمد بن عجلان: روى عن أبيه وأنس وعكرمة وسواهم، وعنه السفيانان وبشر بن المفضل والقطان وآخرون، وثقة ابن عيينة وغيره، (ت سنة ١٤٨ هـ). تذكرة الحفاظ ص ١٦٥.
(٣) انظر زاد المسير لإبن الجوزي ج ٣ ص ٣٩٠ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٠٧ والكشف ج ١ ص ٢١.
(٤) انظر: الكشف ج ١ ص ٢٠.
(٥) انظر: الكشف ج ١ ص ٢٠.
(٦) هو: عبد الله بن لهيعة قاضي مصر وعالمها ومحدثها، حديث عن عطاء ابن أبي رباح وعبد الرحمن ابن الأعرج وغيرهما، وعنه ابن المبارك وابن وهب وسواهما توفى سنة ١٧٤ هـ - تذكرة الحفاظ للإِمام الذهبي ٢٣٧.
(٧) انظر: الكشف ج ١ ص ٢١.
(٨) هو: الليث بن سعد شيخ الديار المصرية وعالمها،