ورواية وتحقيقا، ماهرا في صناعة النحو، فقهيا، أصواليا، حسن التعليم، مستر حسن القراءة، فسيح التحليق، نافعا، منجبا، بعيد المدى، منقطع القرين في الدين المتين والصلاح وسكون النفس، ولين الجانب، والتواضع، وحسن الخلق ووسامة الصورة، مقسوم الأزمنة على العلم وأهله، كثير الخشوع والخضوع، قريب الدمعة، أقرأ عمره، وخطب بالمسجد الأعظم من مالقة، وله شعر (١).
وقال ابن الجزري: عبد الواحد بن محمد بن أبي السداد: أستاذ كبير (٢).
المبحث السابع من الباب الأول: ثقافته العلمية:
كان المالقي - رَحِمَهُ اللهُ - متعدد الثقافة بارعا في أهم العلوم. كعلوم القرآن والقراءات، والأصول والفقه والنحو، ومن طالع كتابه شرح التيسير علم مقدار الرجل وما كان عليه من طول يد في جميع العلوم، وبخاصة القرآن وعلومه واللغة العربية، فسبحان الفتاح العليم، وله شعر، منه قوله في، الوعظ والزهد:
لئن ظن قوم من أهل الدنا... بأن لهم قوة أو غنى
لقد غلطوا ويحهم بجمع مالهم... فتاهوا عقولا وعموا أعينا
فلا تحسبوني أرى رأيهم... فإني ضعيف فقير أنا
وليس افتقاري وفقري معا... إلى الخلق فما عند خلق غنا
ولكن إلى خالقي وحده... وفي ذاك عز ونيل المنى
فمن ذل للحق يرق العلا... ومن ذل للخلق يلق العنا (٣)

(١) الإحاطة في أخبار غرناطة ج ٣ ص ٤٥٤.
(٢) غاية النهاية ج ١ ص ٤٧٧.
(٣) انظر الإحاطة في أخبار غرناطة ج ٣


الصفحة التالية
Icon