الفصل الثاني
اعلم أن الحرف لا يدغم في الحرف إلا إذا كانا مثلين وذلك على وجهين
أحدهما: أن يكونا مثلين (١) في الأصل كقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ (٢).
الثاني: أن يكونا خلافين (٣) في الأصل فيبدل من الحرف الأول حرف من لفظ الحرف الثاني فيصيرا مثلين نحو: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ﴾ (٤) تبدل من الدال تاء فيصير (قت تبين) فآل إدغام الخلافين إلى إدغام المثلين وهذا يطرد في جميع الحروف إلا إذا أدغمت الياء في الواو فإنك تبدل الثاني حرفاً من جنس الأول نحو (سيد) و (ميت) والأصل (سيود) و (ميوت) (٥) وهكذا الحاء إذا أردت إدغامها في الهاء أو في العين أبدلت الثاني حرفاً من جنس الأول فقلت: (امدح (٦) حلالا واصفح (٧) حني) تريد (امدح هلالا واصفح عني).
(١) والمثلان هما: الحرفان المتفقان في المخرج والصفة.
(٢) الآية (١٢) من سورة الحجرات - ٢٦ -.
(٣) أي مختلفين في الرسم والإسم.
(٤) الآيه (٢٥٦) من سورة البقرة - ٢ -.
(٥) اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وهذا على غير قياس: لأن الأصل أن يقلب الحرف الأول من جنس الثاني ثم يدغم فيه.
(٦) الأصل (حلافا) وهو تحريف. والصواب (حلالا) كما في باقي النسخ. وهو ما أثبته.
(٧) في الأصل (وافصح) وهو تحريف. والصواب ما في باقي النسخ وقد أثبته لذلك.
(٢) الآية (١٢) من سورة الحجرات - ٢٦ -.
(٣) أي مختلفين في الرسم والإسم.
(٤) الآيه (٢٥٦) من سورة البقرة - ٢ -.
(٥) اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وهذا على غير قياس: لأن الأصل أن يقلب الحرف الأول من جنس الثاني ثم يدغم فيه.
(٦) الأصل (حلافا) وهو تحريف. والصواب (حلالا) كما في باقي النسخ. وهو ما أثبته.
(٧) في الأصل (وافصح) وهو تحريف. والصواب ما في باقي النسخ وقد أثبته لذلك.