وأعلم أن الإِمام وافقه على إدغام هذه الحروف وزاد العين في قوله تعالى: ﴿وَاسْمَعْ غَيْرَ﴾ (١) في النساء. وقال: باختلاف عنه، والإِدغام رديء جدا وهو رواية محمد بن رومي عن خالد بن جبلة (٢) عن أبي عمرو في هذا الحرف وحده وقياسه (يتبع غير) انتهى (٣).
قال الحافظ: في (٤) التفصيل: أن اليزيدي قرأهما بالإِظهار وقال: وبذلك قرأتهما. واعلم أنه قد تقرر أن الأصل في هذا الباب أن يكون الحرف الأول متحركًا قبل الإِدغام بخلاف هذين الحرفين، فلو كان أبو عمرو يختار إدغامهما لما خصهما (٥) بالإِدغام الكبير. والله جل وعز (٦) أعلم.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (ما لم يكن الأول منونا أو مشددا أو تاء الخطاب أو معتلا) (٧).

(١) جزء من قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾ الآية (٤٦) النساء.
(٢) هو: خالد بن جبلة (أبو الوليد) اليشكرى المدني. روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، وروى القراءة عنه حماد بن شعيب البزار.
غاية النهاية ج ١ ص ١٦٩.
(٣) اعلم أن أبا عمرو لا يدغم العين إلا في مثلها، ويظهرها عند الغين وعلى هذا سائر الرواة عنه وأما ما روى عنه من الإِدغام في (واسمع غير) وبابه فشاذ لا تجوز القراءة به.
(٤) في (الأصل) (هذا) بين (في) و (التفضيل) وهو خطأ من الناسخ والصواب حذفها كما في (ز).
(٥) في (س) خصصها.
(٦) في (س) - عَزَّ وَجَلَّ -.
(٧) انظر التيسير ص ٢٣.


الصفحة التالية
Icon