(ش) اعلم أن الجيم لم تلق الشين (والتاء) (١) من كلمتين في غير هذين الموضعين. وذكر الإِمام خلافًا في ﴿ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ﴾ وأن الإِدغام رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو (٢) ولم يذكر في إدغام الحرف الأول خلافًا.
والتقارب الذي بين الجيم والشين هو باتحاد المخرج (٣).
وأما مقاربة الجيم للتاء فإنهما مشتركان في الشدة، وعلل الحافظ جواز إدغام الجيم في التاء وإن لم تكن من مخرجها (٤) بأن الشين من مخرج الجيم، والشين تتصل بما فيها من التفشي بمخرج التاء. وهذا التعليل يقتضي أن يكون إدغام الشين في التاء أولى، لكن منع من ذلك ما كان يؤدي إليه الإِدغام من إذهاب التفشي وهو زيادة في الشين من غير أن يخلفه شيء، وقد مر في مقدمة الباب أن الشين يدغم فيه مقاربة ولا يدغم

(١) ما بين القوسين سقط من جميع النسخ.
(٢) اعلم بأن هذا الحرف لم يختلف عن أبي عمرو في إدغامه، بل سائر الرواة عنه على الإِدغام.
وأما ما ذكره الإِمام أبو عبد الله محمد بن شريح من الخلاف فلا عبرة به: لأنه مخالف لما أطبقت عليه جميع الطرق عن أبي عمرو من وجوب الإِدغام. قال ابن الجزري: ولم يختلف عن أحد من طرقنا في إدغام ﴿ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ﴾ وقد اختلف في ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ فأظهره ابن حبش عن السوسي، وأبو محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدرودي وهو رواية أبي القاسم بن بشار عن الدوري ومدين عن أصحابه وابن جبير عن اليزيدي وابن واقد عن عباس عن أبي عمرو والخزاعي عن شجاع. وأدغمه سائر أصحاب الإِدغام، وهو الذي قرأ به الداني وأصحابه ولم يذكروا غيره. والوجهان صحيحان. النشر ج ١ ص ٢٨٩ - ٢٩٠.
(٣) إذ يخرجان من وسط اللسان.
(٤) لأن الجيم تخرج من وسط اللسان والتاء من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.


الصفحة التالية
Icon