بين الضاد والشين غير أنها لاستطالتها تتصل بمخرج الشين. والله أعلم (١).
فإن قيل: نص الحافظ على أنه لا يعلم خلافًا في حرف النحل أنه مظهر، ونص الإِمام على أن الإِدغام فيه رواية أبي شعيب فكيف هذا؟
فالجواب: أنه يمكن الجمع بينهما بأن الرواية خلاف التلاوة كما تقرر في باب البسملة (٢) أو بلغ أحدهما ما لم يبلغ الآخر، وهذا التوجيه الثاني أظهر لقول الحافظ: ولا فرق بينهما إلا إرادة الجمع بين اللغتين. فظهر أن الحافظ لم يبلغ ٥ ما بلغ الإِمام. والله أعلم (٣) وذكر الإِمام إدغام الضاد في الذال، وجملته في القرآن خمسة مواضع:
منها في آل عمران: ﴿مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا﴾ (٤) وفي المائدة: ﴿الْأَرْضِ ذَلِكَ﴾ (٥) و ﴿بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ (٦) وفي الملك: ﴿الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾ (٧) وفي الطارق: ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ (٨) وذكر الإِمام الخلاف في حرف آل عمران وحرف الملك، والمفهوم عنه أنه أراد الخلاف في جملتها، ونص على إن الإِظهار أكثر وأن الإِدغام رواية قاسم بن عبد الوارث عن الدوري عن اليزيدي.

(١) في (ز): (سبحانه) قبل (أعلم).
(٢) قوله (في باب البسملة) صوابه "في باب الإستعاذة" انظرص ٣٩، ٤٠، ٤١.
(٣) في (زوت) زيادة (- عَزَّ وَجَلَّ -) قبل: أعلم.
(٤) جزء من الآية: ٩١ آل عمران.
(٥) جزء من الآية: ٣٣ المائدة.
(٦) جزء من الآية: ٤٩ المائدة.
(٧) جزء من الآية: ١٥ الملك.
(٨) جزء من الآية: ١٢ الطارق.


الصفحة التالية
Icon