تقدم أن التنوين يمنع الإِدغام ووجه مقاربة السين الزاي اشتراكهما في المخرج والرخاوة والصفير.
وأما ﴿الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ ففيه خلاف وقال الإِمام خير فيه أبو عمرو والإِدغام أحسن لثقل الضمة والضم ثقيل، وأيضًا فالإشمام ممكن فيه كذا قال الإِمام.
واعلم أن ما استحسن الإِمام هنا من الإِدغام لا يستتب (١) له إلا إذا سهل الهمزة فأبدلها ألفًا وهو الذي عليه جمهور الناس في الإِدغام الكبير فأما إن أجاز تحقيق الهمزة كما حكى أبو جعفر ابن الباذش عن شريح فيقبح الإِدغام لما فيه إذ ذاك من التقاء الساكنين والله تعالى أعلم (٢).
فأما أن أخذ فيه بالروم فيندفع الإِدغام الصحيح وترجع المسألة إلى باب الإخفاء كما تقرر ويأتي بحول الله - عَزَّ وَجَلَّ - (٣) وحيث يؤخذ فيه بالإِدغام الصحيح فيقوم التفشي عوض الصغير. ووجه المقاربة بين الشين والسين قد تقدم فأغنى عن إعادته (٤) والله أعلم (٥).
فأما قوله تعالى في سورة يونس - عليه السلام - (٦): ﴿لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا﴾ (٧) لخفة (٨) الفتحة وكذلك: ﴿بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ (٩) لا خلاف في إظهاره

(١) في (س): (لا يستثبت).
(٢) في (ز): (والله جل ذكره أعلم) وفي (س) و (ت) (والله أعلم).
(٣) في (س): (بحول الله تعالى).
(٤) انظر ص ٣٠٦.
(٥) في (ت) و (ز): (والله جل جلاله أعلم) وسقط الجميع من (س).
(٦) من (س): سقط (- عليه السلام -).
(٧) جزء من الآية: ٤٤ يونس.
(٨) في س: (بخفة).
(٩) من مواضعه: الآية: ١٦ الفتح.


الصفحة التالية
Icon