نحو: ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا﴾ (١) على ما أذكره في باب الإِدغام الصغير بحول الله - عَزَّ وَجَلَّ -.
واعلم أن الحروف التي تدغم فيها التاء في هذا الباب عشرة، وهي: الطاء وجملة الحروف التي تدغم فيها الدال سوى التاء، وقد ذكرت المواضع التي لقيت التاء فيها شيئًا من هذه الحروف وهي ضمير المتكلم (٢) فأغنى عن إعادته. ثم إن التاء التي تدغم في هذا الباب إنما هي أبدًا تاء التأنيث، إما في المفرد نحو: ﴿الْآخِرَةَ﴾ (٣) وإما في الجمع المؤنث السالم نحو: ﴿الصَّالِحَاتِ﴾ (٤) إلا في موضعين فإن التاء فيهما لام الكلمة.
أحدهما: ﴿الْمَمَاتِ﴾ (٥) في الإسراء.
والثاني: ﴿الْمَوْتِ﴾ (٦) في العنكبوت وإلا ثلاثة مواضع فإن التاء فيها عين الكلمة.
وهي: ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ (٧) في النساء و ﴿آتِ ذَا الْقُرْبَى﴾ (٨) في الإسراء والروم. وهذه المواضع الثلاثة من المعتل لأنه حذفت لام الكلمة ﴿آتِ﴾ لبناء الأمر، وحذفت من ﴿وَلْتَأْتِ﴾ للجزم، والله تبارك وتعالى أعلم.

(١) جزء من الآية: ١٨٩ الأعراف.
(٢) قوله: (وهو ضمير المتكلم) صوابه (وهو ضمير المخاطب) لأنه لم يقع في القرآن تاء متكلم عند مقارب لها - انظر ص ١٩٥.
(٣) من مواضعه الآية: ٩٤ البقرة.
(٤) من مواضعه الآية: ٢٥ البقرة.
(٥) جزء من الآية: ٧٥ الإسراء.
(٦) جزء من الآية: ٥٧ العنكبوت.
(٧) جزء من الآية: ١٠٢ النساء.
(٨) جزء من الآية: ٢٦ الإسراء و ٣٨ الروم.


الصفحة التالية
Icon