وأما الخيشوم فهو مخرج النون الخفيفة (١).
فهذه مخارج الحروف على رأي سيبويه - رَحِمَهُ اللهُ -.
اعلم أن سيبويه لما ذكر مخرج الضاد لم يبين هل هي ين الحافة اليمنى أو من الحافة اليسرى لكنه ذكرفي (باب) (٢) الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا: إدغام الطاء وأختيها (٣) في الضاد فقال في التعليل: لأنها يعني الضاد اتصلت بمخرج اللام وتطأطأت عن اللام حتى خالطت أصول ما. (٤) اللام فوقه من الأسنان (٥).
- ريد بقوله: (تطأطأت) مالت عن اللام حتى خالطت أصول الضاحك والناب والرباعية والثنية: لأن هذه الأضراس الأربعة هي التي ذكر سيبويه أن اللام فويقها. وهذه الأربعة التي اللام فويقها إنما هي من الجهة اليمنى.
وأما الضاد الضعيفة فقد نص لما ذكر عدة الحروف، على أنها تتكلف من الجهة اليمنى (٦). طهر من هذا أن الضاد عنده من الجهة اليمنى ومن الجهة اليسرى. والله جل وعلا أعلم.

(١) قول: (الخفيفة) أي الساكنة وكذا التوين حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما. ومن الخيشوم أيضاً تخرج الميم والنون المشددتان، والميم اٍ ذا أدغمت في مثلها أو أخفيت عند الباء على القول الصحبح. النشر: ج ١ ص ٢٠١.
(٢) ما بين القوسين من (ت) و (ز) و (س).
(٣) في الأصل (وأختها) وهو تحريف. والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ. والمراد بأختيها الذال المهملة والتاء المثناة من فوق.
(٤) في الأصل (في) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٥) انظر: كتاب سبويه لأبي بشر عمر بن عثمان بن قنبر ج ٤ ص ٤٦٥. ط: عالم الكتب.
(٦) انظر: الكتاب ج ٤ ص ٤٣٢. مصدر سابق.


الصفحة التالية
Icon