ذاك بالحرف مشدداً أو تشير بالشفتين حال التشديد من غير أن تُبقى في ذات الحرف شيئاً من لفظ الحركة، فيكون الحرف الأول إذ ذاك مدفوناً في الثاني وهو الإِدغام الصحيح.
فأما إذا أشرت بالروم فلا يكون الإِدغام صحيحاً: لأنك تبقي من لفظ الحركة بقية ولا تكون الحركة إلا في ذات الحرف الأول فبقدر (١) ما فيه من الحركة تبرز في اللفظ، وإذا كان كذلك لم يحصل حقيقة الإِدغام ولكنه يكون إخفاء.
قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: لأن الحرف إذا أشير لحركته لم تذهب حركته رأساً بل يضعف الصوت بها تضعيفاً وهي مع ذلك في زنة المتحرك التام الصوت الممطط اللفظ. قال: وإلى هذا ذهب أهل (٢) الأداء: ابن مجاهد وسائر أصحابه وأبو الطاهر بن أبي هاشم (٣) وأبو بكر الشذائي (٤). وأبو القاسم بن أبي بلال (٥) وأبو الفرج الشنبوذي (٦) وغيرهم - وهو اختيار

(١) في (ت) (فيقدر) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٢) في (ز) و (ت) (عامة) قبل (أهل).
(٣) هو عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم (أبو طاهر) البغدادي الأستاذ الكبير الإِمام النحوي المعلم الثقة مؤلف كتاب البيان والفصل أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن سهل الأشناني وأبي عثمان وغيرهما.
توفي سنة ٣٤٩ هـ. غاية النهاية جـ ١ ص ٤٧٥ - ٤٧٦، ٤٧٧.
(٤) هو: أحمد بن نصر بن منصوربن عبد المجيد (أبو بكر) الشذائي البصري. إمام مشهور. قرأ على الحسن بن بشار، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي وغيرهما توفي بالبصرة سنة ٣٧٣ هـ. غاية النهاية جـ ١ ص ١٤٤.
(٥) هو زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال (أبو القاسم) الكوفي. شيخ العراق، إمام حاذق، ثقة، قرأ على أحمد بن فرح، والحسن بن عباس. توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
غاية النهاية ١/ ٢٩٨، ٢٩٩.
(٦) هو: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف (أبو الفرج) الشنبوذي. أستاذ من أئمة


الصفحة التالية
Icon