لين، ومنهم من يمده كغيره، ومنهم من يمده لورش وحده، ومده عندي لجميعهم أشبه وأقيس: لأن المد إنما وجب لإلتقاء الساكنين فحرف اللين فيه كحرف المد وإنما يتمكن المد في حروف المد واللين أكثر من حروف اللين مع الهمزات، فأما في التقاء الساكنين فالحكم سواء.
ثم ذكر أنه يأخذ بترك إشباع المد من أجل الرواية ويختار التمكين لقوته في القياس (١) وذكر الحافظ المذهبين وصححهما.
وأعلم أن الحافظ قد نبه على الزيادة في حرف المد لأجل الساكن في ثلاثة مواضع من فرش الحروف في التيسير.
منها قوله في البقرة لما ذكر تاءات البزي ثم قال: (وإن كان قبلهن حرف مد تزيد في تمكينه) (٢) وقوله: في النساء حين ذكر مذهب ابن كثير في ﴿آلَّذَانِ﴾ (٣) ونحوه فقال: (بتشديد النون، وتمكين الألف) (٤).
ومنها قوله في الأحزاب حين ذكر الإختلاف في ﴿آلَّئِي﴾ (٥) فمّال: (ومن همز "منهم" (٦) ومن لم يهمز يشبع التمكين للألف في الحالين... إلى آخر كلامه (٧).
وهذا الإطلاق يشمل (٨) قراءة أبي عمرو والبزي وهما يسكنان الياء بعد

(١) انظر كتاب التبصرة ص ٢٧٢، ٢٧٣.
(٢) انظر التيسير ص ٨٤.
(٣) جزء من الآية: ١٦ النساء.
(٤) انظر التيسير ص ٩٥.
(٥) من مواضعة الآية: ٤ الأحزاب.
(٦) ما بين القوسين تكملة من التيسير.
(٧) انظر التيسير ص ١٧٨.
(٨) في الأصل (يشتمل) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.


الصفحة التالية
Icon