وأما الشيخ فقال في التبصرة: (قرأ ورش بتمكين المد فيما روى المصريون عنه، وقرأ الباقون بمد وسط كما يخرج من اللفظ) (١) انتهى.
فسمى المد الذي يستحقه بنفسه مدًا وسطاً، وقال في مد ورش بالتمكين وليس فيه بيان عن مقدار الزيادة، وقال في كتاب التنبيه لما ذكر: ﴿لِيَسُؤُوا﴾ (٢) و ﴿جَآءُوا﴾ (٣) و ﴿بَآءُوا﴾ (٤) و ﴿إِسْرَاءِيل﴾ (٥) - وشبهه ما نصه:
(والمدة الأولى في هذا هي أشبع مدًا من الثانية) وقال في كتابه الكشف: (والمد في حرف المد واللين إذا كانت الهمزة بعده أمكن من مده إذا كانت قبله لتمكن خفاء حرف المد واللين إذا كانت الهمزة بعده) (٦) فظهر من هذا موافقته للحافظ. والله عز وجهه الكريم أعلم.
(م) وقوله: (على مقدار التحقيق) (٧).
(ش) يريد على نسبة تحقيقه للحروف والصبر على الحركات وإن لم يبلغ أن يكون بمنزلة المد الذي قبل الهمزة.
فإن قيل: ولعلّه لا يريد هنا الزيادة في المد وإنما يريد أن يصبر على حروف المد بقدر ما يناسب الصبر على الحركات ليحصل التناسب ويزول التشتت والتنافر فيكون موافقاً لمذهب شيخه أبي الحسن على ما تقم.

(١) انظر التبصرة ص ٢٥٨.
(٢) جزء من الآية: ٧ الإسراء.
(٣) من مواضعة الآية: ١٨٤ آل عمران.
(٤) من مواضعة الآية: ٦١ البقرة.
(٥) من مواضعة الآية: ٤٠ البقرة.
(٦) انظر الكشف جـ ١ ص ٤٨.
(٧) انظر التيسير ص ٣١.


الصفحة التالية
Icon