الشعرية (١) وثبوته بعد حصول هذه الشروط خاص باللفظ دون الخط إلا في قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ﴾ (٢) حيث وقع فإنهم كتبوه بالنون، وكذلك في تقطيع الشعر عند استخراج أوزانه بصنعة العروض.
ثم اعلم أن التنوين في الأَصل مصدر من قولك كونت الإسم إذا جعلت فيه النون، كما أنك لوجعلت فيه السين لقلت: سينته.
فالإسم المنون هو الذي جعل في آخره، نون ساكنة زائدة، على ما بينه النحويون.
والتنوين هو الجعل، ثم إنهم يسمون النون المجعولة: (تنويناً) تسمية بالمصدر، فإذا قلت مثلاً، لا يجتمع التنوين مع الِإضافة أمكن أن تريد لا يتجتمع جعل النون والإضافة وأمكن أن تريد لا يجتمع النون والإِضافة - أما إذا قلت: يبدل التنوين في الوقف ألفاً، ويدغم التنوين في الواو والياء، فلا يجمل هذا إلا على أنك أردت: (النون). والله أعلم.
فإذا تقرر هذا فاعلم أن النون الساكنة والتنوين لهما أربعة أحكام: الإِظهار والإِدغام، والقلب، والإخفاء.
وإن الحروف الواقعة بعد النون الساكنة والتنوين بحسب هذه الأحكام تنقسم أربعة أقسام:
قسم اتفق القراء على إدغام النون الساكنة والتنوين فيه.

بغير تنوين إذا أردت معيناً، و (إيه) بغير تنوين إذا استزدت مخاطبك من حديث معين، فإذا أردت غير معين قلت (سيبويه) و (إيه) بالتنوين. (انظر الأشموني جـ ١ ص ٣١).
(١) كتنوين ما لا ينصرف في قول امرئ القيس:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي
(انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني جـ ١ ص ٣٤).
(٢) من مواضعه الآية: ١٤٦ آل عمران.


الصفحة التالية
Icon